تعديل

الأربعاء، 5 أكتوبر 2016

أرجوزة : فصل المقال في نظام الجنرال

براءةٌ من الذين مرقوا
وانقلبوا ونهبوا وسَرقوا

براءةٌ من كل جبار طغى
بأرضنا وساس فيها وبغى

براءةٌ الشعبِ من الحُـكامِ
براءةٌ اللهِ مـــن الأصنامِ

فكم عقيدٍ جاهلٍ مُنقلبِ
ورائدٍ على مَمرِ الحُقبِ

وجنرالٍ قاطعٍ للطُرُقِ
يعِدنا زوراً بأفْقٍ مُشرِقِ

مجالس عساكرٌ ونُخبُ
خانوا عهود شعبهم وكذبوا

وآثرو القصور والأواقي
وأسسوا مدارس النفاقِ
3
بلادنا خارطة مُكَسَّـرَه
(وشقة مفروشةٌ لعنتــره)

عنترة الحاكم بالإرهابِ
عنترة المنذر بالخرابِ

وسارق الحديدِ والنحاسِ
والذهب الخالصِ والألماسِ

وثروة الأسمــــاكِ تم بيعها
للصين واختفى بذاك ريعها

بلادنا أضحــوكة ومسخرة
يلهو بها الأغرابُ آلُ عنتره

مصيرنا مؤجَــلٌ ومُـرتَهَــنْ
لسادة البغيِ وسارقي الوطنْ

وعنترُ المُكابرُ المُجاهرُ
بإثمه وجرمهِ يُحــــاورُ

حوارَ ذئب حاقدٍ وناقِمِ
مع الرعــاة لاستباحِ الغَنَمِ

وساسةٍ لجشع قد باركوا
حوارهُ وحضروا وشاركوا

وثمنوا استفتاءهُ وصفقوا
ولم يُعارضوا ولم يُعلقوا

تبـاً لهم تبـاً لهُ تبـاً لمن
تآمروا وزرعوا فينا الفتن

وفُقها في خدمة البلاطِ
حادوا بإفكهم عن الصراطِ

قد حولوا الفتوى إلى بضاعه
كلُ فقيهٍ علمُـــــــهُ أضاعه

وبدلوا نهجَ الذين قد خلوا
وحرفوا ونافقوا بما أتوا

وحذروا الشعوب من شق العصا
وما نهوا حاكمهم حين عصى

والشعراءُ  دبجوا الأشعارا
تزلفـــاً لمـــن بغى وجــــارا

وباتحـــادِ أُدَبَا القبائــــــلِ
عدنا أدراجنا لعصرٍ جاهلِ

حيث العشيرةُ هي المُقدسَه
لا عدل لا قانون لا مُؤسَسَه

وروجوا ثقافـــــة الخنوعِ
في حيّهم وفكرةَ الركوعِ

لحاكمٍ قد رفع السـلاحا
واغتصب البلاد واستباحا

سلطتها وخالف الدستورا
والشرعَ والقانون والمأثورا

تباً لذاك الاتحاد الأدبي
وما حوى من شَرَهٍ وكذب

ودَنَّسَتْ صاحبةَ الجلاله
حُثالةٌ ما مثلها حُثاله

صحافةٌ لا تُشبهُ الصَّحافه
مُستنقعٌ للجهل والخُرافة

"تَأَطْلَصَتْ" مواقعٌ وصُحُفُ
وانتحر الضميرُ ماتَ الشَرَفُ

ومُخبرٌ بالأمسِ صار صُحُفي
لله في شؤونهِ أمرٌ خَفِي

كحارسِ قد حمل الحقـــــائبا
عشرين عاماً خاضعاً وراهبا

في غفوة من الزمان المُجدب
مُنقلِـــبٌ أطــــاح بالمُنقلِـــبِ

يا لهف نفسي أيّ جسر نعبرُ
وأي فجــرٍ كـــــاذب ننتظرُ

أقدارنا رمت بنا في مَهمَهِ
حيث البغاة من قضاة السَفَهِ

لا عدل يُرتجى بأرض سائبه
كلُ حقوق الناس فيها غائبة

إلا بثورة على الأوهامِ
بالفكر والتنويرِ والأقلامِ

فالشعبُ وحــدهُ هو القديــرُ

بعزمه سيُــفرَضُ التغيـيرُ