تعديل

الثلاثاء، 17 فبراير 2015

المجـد للعمال / سيدي الطيب ولد المجتبى

هم النبضُ، والحركة، والسكون..
هم الأمة الحية،، والقوة المؤثرة، الصامتة، الفاعلة، المغيرة لكل الموازين والمعادلات..
هم الرقم الصعب في أي عمليةٍ ديمقراطية أو حراكٍ ثوري، وما سواهم أرقامٌ مهملةٌ تطفو على السطح في حين غِرةٍ،
أو صدفةٍ، أو لحظةٍ انتهازيةٍ، أو عبورٍ اعتباطي لا يرتكزُ لأي أسس قويمةٍ ولا بنيةٍ متينة..
هم العمال، والعمال فقط،، بتشعب أنشطتهم واختصاصاتهم ووظائفهم وتموقعهم على مسرح الأحداث، وفاعليتهم فيه، وتأثيرهم بقوة العمل وعرق الإنتاج، في الحقول والمزارع والموانئ والأسواق والإدارات المحلية والجهوية ، والقطاع العام والخاص ..
فلهم كل التحية والإكبار والإجلال ولهم منا ومن الله السلام ..
فسلامٌ علىهم مزارعين يصدحون بترنيمات الشقاء في حقول تجسد آخر معابد الآلهة ، وآخر الصلبان التي يُشنق عليها كلَّ طرفة عين فقراءُ شمامه وبؤساءُ لعگْيلاتْ و مئات المهمشين في واحات آدرار، على يد أسر إقطاعية ، يؤازرها نظام عسكري مستبد بالمال والسلاح والإعلام ..
سلاما على عاملات وعمال النظافة الذين تقتلهم المجموعة الحضرية وتسحقهم بأجور زهيدة وأعمال شاقة في أوضاع غير إنسانية، مُخلة بآداب الشغل وقوانين العمالة ..
سلاما على بائعات الكُسْكُس،، الساهرات على الرصيف، المتجمدات برداً حتى الواحدة صباحاً بحثاً عن قوت لم يرضين لأنفسهن إلا أن يُطاردنه بشق الأنفس رغم حدة الظروف و محدودية الإمكانيات.
سلاما على حمالة لمْسَاَوِيِكْ ، وباعة العلـْـكْ والحنًّه وتَغَلِيِتْ والبشْنَه وأدْهنْ وأمَّنَيْجَه، وأصحاب العربات اليدوية المتجولين في شارع الرزق وسوق العاصمة ..
سلاما على من في عروقهم يغلي لهيب التمرد ومن في وجوههم يتجلى النقاء والطهر والفضيلة ،،،
سلاما على أكثر المستخدمين لـ "فازلين" من جراء التمزق العضلي الذي يُسقطهم ضحايا بشكل دوري ، دون أن يُحرك ذلك ذرة ضميرٍ لأباطرة السوق الإنتهازيين المتسمين بالجشع والشره وانعدام الوازع الديني والأخلاقي والوطني..
سلاما على جرنالية اسنيم الأحياء عند ربهم يرزقون .. وعلى طوابير المواطنين الأرقاء المستعبَـدين المُستَغَـلين في مناجم الذهب والنحاس تحت وصاية شركاتٍ متعددة الجنسيات، لا قانون يردعها ولا سلطة تفرض رقابة عليها .
سلاما على القابضين على الزناد من منتسبي المؤسسة العسكرية المنتشرين على الأديم الجغرافي، المؤمنين بوطن لم يوفر ما يَسد الرمق وما يحسُنُ عليه السكوت من حياة كريمة لهم ولعوائلهم المنهكة فقراً وشقاء ..
سلاما على شريحة واسعة من الصناع التقليديين المبدعين، المظلومين تاريخياً وجغرافياً واجتماعياً ، رغم ما تجود به قرائحهم من بديع الصنع في مختلف المجالات ..
سلاما على الكادحات فجراً ..من الشفق إلى الشفق ..

سلاما ممتزجاً بطعم الحياة ونشوة الموت على القابلات و حُفار القبور..!!