تعديل

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

الجنرال غزواني يتدخل لحماية المفتش السالك " المتهم الأول في اعتصام الشرطة بـ تمبدغه " (تفاصيل جديدة )

في السابع عشر من الشهر المنصرم دخلت مجموعة من أفراد الشرطة التابعة للسرية 3 لحفظ النظام في اعتصام مفتوح داخل مفوضية الشرطة في مدينة تمبدغه شرق البلاد ..
وذلك بعد يوم واحد من نهاية الزيارة التي كان يقوم بها الجنرال محمد ولد عبد العزيز للمنطقة ،،،
والتي استعانت السلطات على أساسها بهذه السرية حيث استجلبتها من نواكشوط لحماية الجنرال، وقد وصل أعضاء السرية قبله بعشرة أيام حيث قاموا بمسح كامل لمداخل ومخارج المدن المقررة في الزيارة.
وأكد أفراد الشرطة المعتصمون أن السلطات الأمنية أبلغتهم بأنه سيتم تعويض كل شرطي مبلغ 5000 آلاف أوقية لليوم طيلة المهمة الأمنية المطلوبة، وهو ما لم يتم الوفاء به، مشيرين بأصابع الاتهام إلى المفتش السالك ولد محمد محمود ولد الغزواني ( ابن عم الجنرال غزواني ) وهو قائد السرية 3 بالسبخة متهمين إياه بالاستحواذ على مستحقاتهم ونفقات معاشهم ..
الأمر الذي دفع بمدير الأمن الوطني الجنرال احمد ولد بكرن بإيفاد مساعده المفوض الإقليمي محمد الأمين ولد احمد إلى مدينة تمبدغة في اليوم الثاني من الاعتصام من أجل احتواء الأزمة ووضع حد لها قبل التفاقم .
وهناك في تمبدغه قابل المفوض ولد احمد جميع أفراد الشرطة المحتجين وقدموا له شكاوي رسمية من قائد سريتهم المفتش السالك الذي حملوه كامل المسؤولية .
لكن مصادر أمنية ذكرت لـ " مدونة التاسفره " بأن المفوض ردَ عليهم بأن الدولة تعهدت لهم ب 500 أوقية فقط لليوم وهو ما مجموعه 5000 أوقية لمدة عشرة أيام من الأعمال الشاقة .
لذا لم تتكل زيارة المبعوث الأمني بالنجاح فتم استدعاء الجميع إلى نواكشوط ، فطار المفتش السالك ولد الغزواني إلى ابن عمه الجنرال غزواني ليحتمي به وليستنصره ظالما ، فدخل عليه منزله في ساعة متأخرة من الليل وبكى له ـ بحسب روايتنا المؤكدة ـ وطلب منه التدخل لحمايته قائلا: " لا أريد أن يتم اعتقالي، لا أحتمل السجن، أرجوك قف معي ".
رد عليه الجنرال غزواني : " لا تخف ، اذهب إلى بيتك وارتح نفسيا ، وفي الصباح عد إلى مكان عملك وزاول مهامك " .
في نفس الصباح تم تفريق 41 شرطي إلى عدة مفوضيات للشرطة في نواكشوط ، وتم وضعهم بين خيارين : إما أن يسحبوا شكايتهم من المفتش السالك ويتم إطلاق سراحهم أو التعنت والبقاء رهن الاعتقال  .
عندها سحب أغلب المحتجين شكاواهم، غير أن 17 شرطيا رفضوا ذلك وأصروا على نيل حقوقهم كاملة متهمين السلطات الأمنية بالتمالؤ مع المفتش السالك لعلاقته بغزواني.
وتلك المجموعة الـ 17 شرطي التي تم التحفظ عليها موجودة اليوم في مفوضية  " تفرغ زينة 1 "، وهو ما ينفي بشكل قاطع وبات خبر إطلاق سراحها الذي أشيع منذ فترة ، بل من المتوقع أن يتم فصلها نهائيا في غضون أيام قليلة قادمة .
سؤالي هنا لن يكون فلسفيا، بل هو سؤال بسيط جداً سمعته من عدة أفراد من الشرطة، من الذين شاركوا في الاعتصام ومن آخرين لم يشاركوا:

بعد ثلاثين يوما من الاعتصام لما ذا خرج المفتش السالك  ولد الغزواني" سالكاً " وسالماً من القضية التي يعلم الجميع أنه هو المتهم الأول والأخير فيها ؟؟؟!!

الأحد، 15 سبتمبر 2013

مفوض تفرغ زينه 2 يجبر أفراد مفوضيته على التسجيل الانتخابي في مدرسة الشرطة

أبدى عدد من أفراد الشرطة العاملين في مفوضية تفرغ زينه 2 امتعاضهم الشديد من الحملة القسرية والإجراءات الإجبارية التي يمارسها عليهم المفوض محمد الهادي الذي أصدر أوامره الصارمة إلى جميع العاملين بمفوضيته بضرورة التسجيل الانتخابي في مدرسة الشرطة بتفرغ زينه .
ويرى أفراد الشرطة المستاؤون من هذا الإجراء أنه بمثابة اختبار أمني لهم يوم التصويت يقصد النظام من خلاله ضمان اصوات كافة المنتسبين لقطاع الشرطة وكذا المنخرطين في المؤسسة العسكرية بصفة عامة بجميع فصائلها وفروعها ..
أحد الرقباء وصف القرار بأنه أمني بامتياز لاختبار ومعرفة ولاء الشرطة ، والتمييز بين من لا يزال ولاءه للعقيد اعلي ول محمد فال الذي ظل مديرا للأمن عشرين عاما ، وبين من جدد ولاءه للجنرال ولد عبد العزيز ..
الحملة التي  يقوم بها مفوض تفرغ زينه 2 الآن تعيد إلى الأذهان نفس الحملة التي قام بها سلفه في نفس المفوضية المفوض محمد عالي ول ماء العينين عام 2009 عندما عقد اجتماعا موسعا بجميع أفراد الشرطة العاملين في مفوضيته وقال لهم بالحرف الواحد : " لدينا تعليمات عليا تقول بأننا جميعا يجب أن نصوت للمرشح محمد ولد عبد العزيز لذلك ليس مسموحا لأي أحد بمخالفة هذه التعليمات  . "
بعد إعلان النتائج الرئاسية بوقت وجيز تمت مكافأة المفوض الذي تمت ترقيته من رقيب أول إلى مدير جهوي للأمن في مدينة ازويرات .

وهذه الترقية غير المستحقة هي التي فيما يبدو يسعى لها ويطمح المفوض الحالي لتفرغ زينه 2  على حساب أفراد الشرطة الذين يعيشون في واقع مزر وبائس ..

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

إلى من يهمه الأمر : أمراض الخريف تفتك بأطفال لبراكنه

يعيش مركز الإستطباب بـ ألاك الحكومي هذه الأيام حالة استنفار غير عادية بسبب ما يعرف محليا بـ"أمراض الخريف" التي تحيل الأطفال إلى هياكل عظمية جراء حالات الإسهال التي سجلت قادمة من مختلف أنحاء ولاية لبراكنه ..
يشهد جناح الحالات المستعجلة في المركز كل ساعتين أو ثلاث ساعات وصول سيارة من داخل مدينة ألاك و من القرى والحواضر وحتى من المقاطعات الأخرى ..
أغلب القادمين هم أطفال دون سن الخامسة حسبما ما صادفني من حالات تابعتها باهتمام وسألت الأطباء المداومين وكذا الأهالي ، وكل الأجوبة كانت متطابقة ..
الحمى ، الإسهال الشديد ، التقيؤ ، فقدان أكثر من 60 في المائة من الوزن ، كلها مواصفات يتقاطع فيها نزلاء الأسرة البيضاء في مركز الاستطباب بألاك ..

زيارتي الأولى للمستوصف الكبير المتواضع كانت في حدود الحادية عشر ليلا، فوجئت حينها بالمرضى يفترشون الأرض ويلتحفون الفضاء في الباحة الأمامية للمستوصف نظرا لدرجة الحرارة المرتفعة جدا ولانعدام التكييف وأجهزة التبريد داخل المستشفى حيث لا تتوفر إلا في غرف محدودة يعجز أغلب النزلاء عن دفع 5000 أوقية كفاتورة لإيجار غرفة مكيفة في الليلة الواحدة .
في زيارتي الثانية للمستوصف كنت في قسم الحالات المستعجلة ، هذه المرة أيضا كنت أمام حالتين مختلفتين لطفلين دون سن الثالثة تظهر عليهما نفس الأعراض رغم أنهما قادمين من أماكن مختلفة ...
فجأة داهمتنا سيدة تصرخ وتبكي تقول : " انقذوني ..أسعفوني.. ابني يموت .. ابني يموت .."
هرولت معها مسرعا إلى باحة مركز الإستطباب لأحمل بين ذراعي بقايا طفل يعيش ربيعه الثاني ويكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة ..
كان الطفل الصريع مصابا بحالة إغماء خطيرة ناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة ..

في نفس اللحظة كانت مجموعة من أهالي المرضى تقف مستاءة أمام قسم المداومة تنديدا برداءة الخدمات وسوء العناية وقلة الإهتمام الذي يحظى به مرضاهم المحتجزين في العراء ..
لم تكن أمام الطاقم المداوم الكثير من الخيارات ، لأن المعدات محدودة ، وغرف الحجز محدودة ، وحتى الأدوية الأساسية للإسعافات الأولية ليست متوفرة بما فيه الكفاية ..
عدة حالات وحالات من هذا القبيل شاهدتها بعيني وتابعتها عن كثب ما بين السادسة صباحا وحتى الواحدة بعد منتصف الليل ، أحيانا كنت أصاب بالهلع الشديد عندما أري طفلا صريعا لا يحرك جفنه مرميا على الأسرة البيضاء رغم أنه قد يكون محظوظا إذا كان السرير في غرفة مكيفة ..
***
جميع الملاحظات التي خرجت بها في تلك الليلة، لخصتها ملاحظة لأحد الأطباء و كبار المسؤولين في سجل مركز الإستطباب، وجدتها مكتوبة أمامي وقد صورتها خلسة بكاميرا هاتفي (انظر الصورة ):
" لقد تمت المداومة في ظروف سيئة نظرا للضغط وقلة الطاقم المداوم "

***
كنت في كل مرة أحمل في جيبي كاميرا رقمية متطورة لكن إنسانيتي وربما ضعفي منعني وحال دون تصويري لعدة حالات كنت أتفرج عليها بالدموع ..
مالفائدة من الصورة في مجتمع يموت بالأخطاء الطبية ويعتبرها قضاء وقدر ..؟

ما ذا ستجدي الصورة في بلد يفوق فيه عدد قتلى الإهمال الطبي عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى والثانية ؟؟!!

السبت، 7 سبتمبر 2013

حي " إدَوْكسه" العشوائي بألاك : 280 أسرة تعيش في العراء في ظروف غير إنسانية

على بضع أمتار من سجن ألاك الكبير يوجد أحد أسوأ الأحياء العشوائية في البلاد ، المعروف على مستوى لبراكنه بـ حي " إَدَوْكَسَه " ..
وللتوقف مع أشباح هذا الحي الذي لا حياة به ، يسرد السكان رحلتهم مع الموت والعطش بدءا بـ " اغليكْ ادوكسه" التابع لبلدية مال والذي جفت مياهه منذ سنوات، وحاولت ساكنته حفر عدة آبار بديلا عنه لكنها لم تكن صالحة للشرب ..
عندها قرر سكان " اغليكْ ادوكسه" النزوح من الصحراء القاحلة باتجاه المدينة، ظنا منهم أن شعارات الأنظمة التي تدعي محاربة التقري الفوضوي ستكون عونا لهم في توفير مكان لائق للعيش الكريم ..
مكانا يوفر لهم مياها صالحة للشرب ومدارس لأبنائهم الذين لم يسبق لهم أن دخلوا الفصول الدراسية ..
أجمع الناس أمرهم في ساعة عسرة بعد أن قتل الجفاف دوابهم ومواشيهم وكاد يقضي على فلذات أكبادهم ..فلم يبق لهم من خيار سوى الرحيل ..وكان خيارهم هو مدينة ألاك عاصمة ولاية لبراكنة ..
لم تستقبلهم والية لبراكنه السابقة بحفاوة حسب رأيهم ، بل ضايقتهم في قفر من الأرض وحاولت ترحيلهم بشتى الوسائل ..
لكن السلطات المحلية الجديدة لم تألوا جهدا في دعم قضيتهم وإن معنويا ..
الوجود قبل الحقوق ..!!
المطلب الملح لدى ساكنة الحي اليوم هو الإعتراف بوجودهم أولا قبل إعطائهم أي حق ، فرغم عطشهم الشديد وندرة المياه في حيهم وانعدام الدواء وعدم وجود مدارس لأبنائهم فإن "ادوكسه" يريدون اعترافا أوليا بوجودهم وحقهم في الحياة من خلال تأهيل حيهم العشوائي وتخطيطه في أسرع وقت ممكن ..رغم أنه في النهاية لا تنازل عن حقوق واحتياجات لايمكن لكبد حرى أن تعيش بدونها وهي : الماء ..الصحة ..التعليم ..
***

أترك لكم الصور ..فربما لا تحتاج إلى تعليق ..